مستفادة من أجوبة متعددة
للشيخ د. محمد المختار الشنقيطي.
وصايا لطلاب العلم << >>
1 - تقوى الله:
من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا, ومن كل ضيق مخرجا, أصلح له أمور دينه ودنياه, وانتهت أموره إلى خير, وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه - سبحانه -; لأنها قائمة على أساس الدين, وهو إخلاص العمل لله قال - تعالى -: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
2 - إخلاص العمل لوجه الله, وإرادة ما عند الله, فإن الله يأجر الإنسان على قدر نيته, فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة.
- والعلم لا يراد للدنيا, وإنما يراد لوجه الله, فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعا لا أساسا.
3 - التوكل على الله:
{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} فلا تعتمد على ذكائك ولا على حفظك وتيسير مدرسك ولكن توكل على الله.
- فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ, وربما يبتليه بمرض فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد, فنحن تحت رحمة الله.
((أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين))
- أيام الاختبارات أيام صعبة, وفيها هموم وغموم, فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالتوكل على الله وحسن الظن به.
4 - التراحم بين طلاب العلم:
والبعد عن الأنانية والبخل بالخير على الإخوان, فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه,
- وإياك وما يسوله الشيطان ويقول: هذا مهمل وهذا متكاسل, لا, من الآن تعود على الإيثار, فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور, أعطه ملخصك وانصحه.
- فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس, وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غدا, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, والعلم رحم بين أهله.
- إذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس, وطالب العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس, يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس, ودلالتهم على الخير; لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته.
5 - البعد عن المحرمات:
كالغش في الاختبار>
لأن الغش في الاختبار كبيرة من الكبائر ولاشك, "من غشنا فليس منا"
ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة; لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة.
- بل قال بعض العلماء: يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه, ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش - والعياذ بالله - محق الله أقل ما يكون, يمحق الله بركة ماله, ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة, ولو تاب; لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله.
6 - تعظيم شعائر الله:
فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق, أو يقطعون أوراق المصاحف, فينبغي التناصح في هذا الأمر, لا يجوز امتهان كتاب الله, ولا تمزيق أوراق المصحف.
- وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام, ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره; لأنه هو السبب, والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها وما نشأ عنها.
7 - ليعتن الطالب بالحقوق الواجبة عليه, ومنها حقوق النفس: فبعض الطلاب يسهر ويحمل النفس ما لا تطيق, فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل, فربما تفوته صلاة الفجر, وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضني جسمه, فقد قال - عليه الصلاة والسلام - "إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع"
- "إن لنفسك عليك حقا". فطالب العلم الموفق يجعل وقتا لنومه, ووقتا لراحته, ووقتا لاستجمامه, ووقتا لمذاكرته ومراجعته, فإذا أعطى النفس حقوقها; فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه.
8 - المحافظة على ذكر الله:
- الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم; جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره; فقال: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
فوالله, لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها.
- من ذكر الله; ذكره, ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة, ولا تخشى عليه الفوات, وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}
- يقصر بعض الطلاب في الصلوات, فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة, ولا يأتيها إلا عن دبر, وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة, فلا يذكر الله, ولا يحافظ على السنة, بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب.
9 - بعد الاختبار: كن راضيا عن الله, إن جاءت يسيرة فقل الحمد لله الفضل والمنة لله, وإن جاءت عسيرة فقل الحمد لله ما شاء الله كان ... وهذه مهمة جدا, فبعض الناس إذا نقص له شيء في الاختبار أقام لها الدنيا وسب وشتم وسخط على القضاء والقدر.
- لربما أن الله علم أنك لو أخذت الامتياز لتضررت وأصابتك عين; فكن راضيا.
10 - يا طالب العلم .. الناس لا ينتظرون منك (ممتاز) ولا أن تكون من العشرة الأوائل; بل ينتظرون منك أمرين:
أ. دينك واستقامتك وما تنطوي عليه من الخلق والأدب الذي يترجم به إسلامك, وإذا وفقك الله لهذا فأنت المقدم ولو كنت آخر القوم.
ب. علمك وضبطك; فلو جئت في آخر النتائج وأنت ضابط لما تقول فأنت المقدم وسيرفعك الله ولو بعد حين.
فلا تجعل الدنيا أكبر همك, بل احرص على الاستقامة والخلق والعلم والضبط.
- << وصية للآباء >>
11 - أوصي الآباء أن يتقوا الله في الأبناء والبنات, فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم, وإعانتهم وتيسير الأمور لهم, وتقوية صلتهم بالله.
- وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية, بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه, والله سائله عن ضبط ابنه للعلم; لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب, وهذا من النصح لولدك.
- << وصية للمعلمين >>
- من ابتلاه الله بالتدريس: أسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم, وأن يعظم أجركم, وأن يجزيكم على أبناء المسلمين كل خير, فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة, ولا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله.
12 - الرفق بالطلاب, وإحسان الظن بهم, وعدم التشويش عليهم, وعدم التضييق عليهم; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم من ولي من أمور أمتي شيئا فرفق بهم فاللهم ارفق به, ومن ولي من أمور أمتي شيئا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه".
- بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية, وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب, وكأن الاختبار شيء من المنافسة والأذية والإضرار, وهذا لايجوز "لاضرر ولاضرار"
- رفقا رفقا بأبناء المسلمين, ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهموما مغموما مكروبا, ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه, فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة, فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة.
13 - وأيضا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم. بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه, ربما يخرج هذا الطالب بهم وغم يبقى معه دهره كله, ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله, وهذا لا يجوز.
- وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله, والله يرحم من عباده الرحماء.
- أيضا الشدة المبالغ فيها تنفير ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم, ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله - والعياذ بالله - لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار, ينبغي تهيئة مايعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة.
14 - أسئلة الاختبار أمانة في أعناقكم, "ولا إيمان لمن لا أمانة له"; فإفشاء الأسرار أو تنبيه الطلاب على مواضع الأسئلة أو السكوت على الغشاشين = ذنب كبير وشر مستطير; يخرج للأمة من يتسمى بالعلم غشا وزورا, فتحمل بين يدي الله إثمه.
15 - درجات الاختبار أمانة; فاتقوا الله في طلابكم وأعطوا كل ذي حق حقه وزنوا بالعدل, وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين.
- نعم, لا نسوي بين الخامل وبين المجد, يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه, لكن بطريقة ليس فيها إضرار.
16 - امتحان الدنيا يذكر بامتحان الآخرة:
يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور, فكيف إذا قدم على الله في يوم تشخص فيه الأبصار?
- يا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله في الامتحان الأكبر!
- من منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة?
- فإن الامتحان كل الامتحان في الآخرة, هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان, ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقا لا لقاء بعده أبدا فريق في الجنة وفريق في السعير.
- نسأل الله أن ييسر على أبناء المسلمين ويكتب لهم التوفيق والنجاح, والله أعلم.
[مفرغة ومجموعة ومهذبة من أربعة أجوبة صوتية متفرقة مع خطبة لمعالي الشيخ د محمد بن محمد المختار الشنقيطي -. المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء]
أبو عبدالرحمن
Sumber: http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_17.html?m=1
للشيخ د. محمد المختار الشنقيطي.
وصايا لطلاب العلم << >>
1 - تقوى الله:
من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا, ومن كل ضيق مخرجا, أصلح له أمور دينه ودنياه, وانتهت أموره إلى خير, وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه - سبحانه -; لأنها قائمة على أساس الدين, وهو إخلاص العمل لله قال - تعالى -: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
2 - إخلاص العمل لوجه الله, وإرادة ما عند الله, فإن الله يأجر الإنسان على قدر نيته, فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة.
- والعلم لا يراد للدنيا, وإنما يراد لوجه الله, فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعا لا أساسا.
3 - التوكل على الله:
{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} فلا تعتمد على ذكائك ولا على حفظك وتيسير مدرسك ولكن توكل على الله.
- فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ, وربما يبتليه بمرض فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد, فنحن تحت رحمة الله.
((أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين))
- أيام الاختبارات أيام صعبة, وفيها هموم وغموم, فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالتوكل على الله وحسن الظن به.
4 - التراحم بين طلاب العلم:
والبعد عن الأنانية والبخل بالخير على الإخوان, فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه,
- وإياك وما يسوله الشيطان ويقول: هذا مهمل وهذا متكاسل, لا, من الآن تعود على الإيثار, فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور, أعطه ملخصك وانصحه.
- فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس, وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غدا, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, والعلم رحم بين أهله.
- إذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس, وطالب العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس, يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس, ودلالتهم على الخير; لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته.
5 - البعد عن المحرمات:
كالغش في الاختبار>
لأن الغش في الاختبار كبيرة من الكبائر ولاشك, "من غشنا فليس منا"
ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة; لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة.
- بل قال بعض العلماء: يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه, ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش - والعياذ بالله - محق الله أقل ما يكون, يمحق الله بركة ماله, ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة, ولو تاب; لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله.
6 - تعظيم شعائر الله:
فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق, أو يقطعون أوراق المصاحف, فينبغي التناصح في هذا الأمر, لا يجوز امتهان كتاب الله, ولا تمزيق أوراق المصحف.
- وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام, ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره; لأنه هو السبب, والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها وما نشأ عنها.
7 - ليعتن الطالب بالحقوق الواجبة عليه, ومنها حقوق النفس: فبعض الطلاب يسهر ويحمل النفس ما لا تطيق, فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل, فربما تفوته صلاة الفجر, وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضني جسمه, فقد قال - عليه الصلاة والسلام - "إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع"
- "إن لنفسك عليك حقا". فطالب العلم الموفق يجعل وقتا لنومه, ووقتا لراحته, ووقتا لاستجمامه, ووقتا لمذاكرته ومراجعته, فإذا أعطى النفس حقوقها; فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه.
8 - المحافظة على ذكر الله:
- الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم; جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره; فقال: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
فوالله, لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها.
- من ذكر الله; ذكره, ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة, ولا تخشى عليه الفوات, وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}
- يقصر بعض الطلاب في الصلوات, فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة, ولا يأتيها إلا عن دبر, وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة, فلا يذكر الله, ولا يحافظ على السنة, بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب.
9 - بعد الاختبار: كن راضيا عن الله, إن جاءت يسيرة فقل الحمد لله الفضل والمنة لله, وإن جاءت عسيرة فقل الحمد لله ما شاء الله كان ... وهذه مهمة جدا, فبعض الناس إذا نقص له شيء في الاختبار أقام لها الدنيا وسب وشتم وسخط على القضاء والقدر.
- لربما أن الله علم أنك لو أخذت الامتياز لتضررت وأصابتك عين; فكن راضيا.
10 - يا طالب العلم .. الناس لا ينتظرون منك (ممتاز) ولا أن تكون من العشرة الأوائل; بل ينتظرون منك أمرين:
أ. دينك واستقامتك وما تنطوي عليه من الخلق والأدب الذي يترجم به إسلامك, وإذا وفقك الله لهذا فأنت المقدم ولو كنت آخر القوم.
ب. علمك وضبطك; فلو جئت في آخر النتائج وأنت ضابط لما تقول فأنت المقدم وسيرفعك الله ولو بعد حين.
فلا تجعل الدنيا أكبر همك, بل احرص على الاستقامة والخلق والعلم والضبط.
- << وصية للآباء >>
11 - أوصي الآباء أن يتقوا الله في الأبناء والبنات, فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم, وإعانتهم وتيسير الأمور لهم, وتقوية صلتهم بالله.
- وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية, بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه, والله سائله عن ضبط ابنه للعلم; لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب, وهذا من النصح لولدك.
- << وصية للمعلمين >>
- من ابتلاه الله بالتدريس: أسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم, وأن يعظم أجركم, وأن يجزيكم على أبناء المسلمين كل خير, فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة, ولا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله.
12 - الرفق بالطلاب, وإحسان الظن بهم, وعدم التشويش عليهم, وعدم التضييق عليهم; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم من ولي من أمور أمتي شيئا فرفق بهم فاللهم ارفق به, ومن ولي من أمور أمتي شيئا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه".
- بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية, وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب, وكأن الاختبار شيء من المنافسة والأذية والإضرار, وهذا لايجوز "لاضرر ولاضرار"
- رفقا رفقا بأبناء المسلمين, ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهموما مغموما مكروبا, ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه, فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة, فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة.
13 - وأيضا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم. بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه, ربما يخرج هذا الطالب بهم وغم يبقى معه دهره كله, ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله, وهذا لا يجوز.
- وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله, والله يرحم من عباده الرحماء.
- أيضا الشدة المبالغ فيها تنفير ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم, ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله - والعياذ بالله - لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار, ينبغي تهيئة مايعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة.
14 - أسئلة الاختبار أمانة في أعناقكم, "ولا إيمان لمن لا أمانة له"; فإفشاء الأسرار أو تنبيه الطلاب على مواضع الأسئلة أو السكوت على الغشاشين = ذنب كبير وشر مستطير; يخرج للأمة من يتسمى بالعلم غشا وزورا, فتحمل بين يدي الله إثمه.
15 - درجات الاختبار أمانة; فاتقوا الله في طلابكم وأعطوا كل ذي حق حقه وزنوا بالعدل, وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين.
- نعم, لا نسوي بين الخامل وبين المجد, يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه, لكن بطريقة ليس فيها إضرار.
16 - امتحان الدنيا يذكر بامتحان الآخرة:
يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور, فكيف إذا قدم على الله في يوم تشخص فيه الأبصار?
- يا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله في الامتحان الأكبر!
- من منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة?
- فإن الامتحان كل الامتحان في الآخرة, هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان, ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقا لا لقاء بعده أبدا فريق في الجنة وفريق في السعير.
- نسأل الله أن ييسر على أبناء المسلمين ويكتب لهم التوفيق والنجاح, والله أعلم.
[مفرغة ومجموعة ومهذبة من أربعة أجوبة صوتية متفرقة مع خطبة لمعالي الشيخ د محمد بن محمد المختار الشنقيطي -. المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء]
أبو عبدالرحمن
Sumber: http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_17.html?m=1
0 Kommentare:
Kommentar veröffentlichen